لا تزال سولانا، شأنها شأن العملات البديلة الرئيسية الأخرى، تُعاني من ضغوط بيع مكثّفة في سوق الأصول الرقمية. ويأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه السوق حالة من عدم اليقين وزيادة في التقلبات.
وفي هذا السياق، كشفت منصة Glassnode، المتخصصة في تحليلات شبكة البلوكتشين، في تغريدة نُشرت يوم الأحد، أن نحو 80% من المعروض المتداول من سولانا بات في حالة خسارة. ويُبرز هذا الواقع، بحسب محللي الشركة، “مدى ثقل هيكل السوق قبل الانكماش الأخير”، الأمر الذي يُفسّر الضغوط الحالية على حاملي الأصول.
ومن جهة أخرى، أوضح إيليا أوتيشينكو، كبير المحللين في CEX.IO، لموقع Decrypt، أن “الخطر الأكبر يكمن في موجة بيع بدافع الذعر عندما يخسر معظم المستثمرين”. وأضاف أن حاملي الأصول الساعين لتغطية خسائرهم “قد يقررون الخروج عند أي انخفاض إضافي”، مشيرًا إلى وجود “منطقة تصفية رئيسية” قد تدفع السعر للهبوط بسرعة إذا تم كسرها.
وفي ما يتعلق بمستويات الخطر الحالية، تُظهر بيانات CoinGlass أن مراكز شراء بقيمة تُقارب 239 مليون دولار ستُجبر على الإغلاق إذا تراجع سعر سولانا إلى ما دون 124.40 دولارًا. وفي الوقت نفسه، تراجعت قيمة سولانا بنسبة 0.3% خلال الـ 24 ساعة الماضية لتتداول عند 129.24 دولارًا أميركيًا، وفقًا لبيانات كوين جيكو. أما في سوق التنبؤات “ميرياد”، التابعة لشركة “داستان”، فيتوقع المستخدمون احتمالًا لا يتجاوز 4% لبلوغ سولانا أعلى مستوى تاريخي لها بنهاية العام.
وبينما يواصل المستثمرون مراقبة الوضع عن كثب، يرى لورانس سامانثا، الرئيس التنفيذي لمنصة إدارة الأصول الرقمية “NOBI”، أن “أي تصفية واسعة النطاق تُعد بمثابة إعادة تشكيل لهيكل السوق، مما يُمهّد لمرحلة تراكمية جديدة”. غير أن أوتيشينكو نبّه إلى أن شركات الخزانة المركّزة على سولانا تُضيف ضغوطًا إضافية، إذ إن متوسط صافي أصولها (mNAV) منخفض للغاية عند 0.6 تقريبًا، ما قد يدفعها إلى بيع أصول إضافية لتغطية التكاليف، وهو ما يُفاقم السرد الهبوطي ويُعزز قرارات بيع تستند إلى الخوف.
وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من استمرار الاتجاه الهبوطي لأسابيع، فقد ساهم انتعاش نهاية الأسبوع في تحسين المزاج العام بالسوق. كما يُتوقع أن تلعب الأحداث الاقتصادية الكلية المقبلة، بما في ذلك نهاية مسار التشديد الكمي وقرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في 10 ديسمبر، دورًا محوريًا في تحديد مسار السوق، وربما تحفيز انتعاش ملحوظ إذا جاءت التوقعات أكثر استقرارًا وبعيدًا عن لهجة متشددة.
وفي توضيح إضافي، شددت سامانثا على أن “السعر الحالي ليس كارثيًا ولا يستدعي الذعر”، داعية إلى مراقبة التراكم المؤسسي في صناديق تداول سولانا الفورية بدلًا من التركيز على التقلبات اليومية. ووفقًا لبيانات SoSoValue، لم تُسجّل أي تدفقات سالبة في صندوق تداول سولانا الفوري منذ إطلاقه قبل نحو شهر، في حين جذبت الصناديق ما يقرب من 719 مليون دولار من التدفقات الصافية.
وأكد محلل NOBI: “نحن لا نبيع، بل نُعيد تحديد مواقعنا”، موضحًا أن السبب الوحيد لتصفية الخسائر يكون في حال وجود خلل جوهري في الأصل، وهو ما لا يراه مرجحًا في الوقت الحالي. وعندما سُئل عمّا إذا كانت العملات الرقمية أو البيتكوين قد وصلت إلى القاع، أجاب: “رغم أنها لم تبلغ القاع بعد، إلا أن الظروف مهيّأة لانتعاشها”.
وأضاف: “السوق على وشك إعادة ضبط حقيقية قد تُطلق الدورة التالية”.
