المخاوف بشأن الرسوم الجمركية والتضخم مستمرة، وثقة المستهلكين الأمريكيين تنخفض إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر

شهدت ثقة المستهلكين الأمريكيين تراجعاً حاداً في أغسطس، لتصل إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر، مما يُظهر أن حالة عدم اليقين المتعلقة بالتعريفات الجمركية ومخاوف التضخم لا تزال تثقل كاهل التوقعات الاقتصادية.

أظهر استطلاع نشرته جامعة Michigan يوم الجمعة أن مؤشر ثقة المستهلك النهائي لشهر أغسطس انخفض إلى 58.2، وهو أقل من مستوى يوليو البالغ 61.7، وأقل أيضاً من القراءة الأولية البالغة 58.6. وتُظهر البيانات أن المستهلكين يتوقعون أن ترتفع الأسعار خلال العام المقبل بمعدل سنوي قدره 4.8%، وهو أعلى من نسبة الشهر الماضي البالغة 4.5%؛ أما توقعات التضخم للسنوات الخمس إلى العشر القادمة فقد بلغت 3.5%، وعلى الرغم من تحسنها مقارنة بالقراءة الأولية لهذا الشهر البالغة 3.9%، إلا أنها لا تزال أعلى قليلاً من مستوى يوليو.

وأشار التقرير كذلك إلى أن قلق المستهلكين بشأن سوق العمل والبيئة التجارية قد ازداد. حيث يتوقع حوالي 63% من المشاركين في الاستطلاع ارتفاع معدل البطالة خلال العام المقبل، وهي نسبة ليست أعلى من الشهر الماضي فحسب، بل تفوق بكثير نفس الفترة من العام الماضي. ويتوقع السوق بشكل عام أن يُظهر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس، والذي سيُنشر الأسبوع المقبل، أن نمو الوظائف لا يزال معتدلاً. وصرح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي Waller يوم الخميس بأنه يدعم خفض سعر الفائدة في سبتمبر، ويتوقع إمكانية المزيد من التيسير خلال الأشهر الستة المقبلة للمساعدة في تحسين آفاق التوظيف.

كما تدهورت رغبة المستهلكين في شراء السلع المعمرة والسيارات بشكل ملحوظ. وأشارت مديرة مشروع الاستطلاع في جامعة Michigan، Joanne Hsu، إلى أن "عددًا متزايدًا من المستهلكين ذكروا الأسعار المرتفعة وعوامل الضرائب/التعريفات الجمركية، خاصة فيما يتعلق بشروط شراء السيارات، حيث كان التأثير واضحًا بشكل خاص." وهذا يعني أن الضغوط المالية على الأسر قد تؤثر بشكل أكبر على الإنفاق الاستهلاكي، والذي يُعد المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الأمريكي.

ومع ذلك، أظهرت بيانات أخرى نشرتها الحكومة الأمريكية في اليوم نفسه أن الإنفاق الاستهلاكي في يوليو سجل أكبر زيادة شهرية له منذ أربعة أشهر، مدعوماً بنمو الدخل. وتعكس هذه البيانات أيضاً تأثير ضغوط الأسعار على معنويات المستهلكين. وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) باستثناء الغذاء والطاقة في يوليو بنسبة 2.9% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير.

وأظهرت المؤشرات الفرعية لاستطلاع جامعة Michigan أن مؤشر التوقعات المستقبلية انخفض إلى 55.9، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر وأقل من القراءة الأولية البالغة 57.2؛ كما انخفض مؤشر تقييم الوضع الحالي من الشهر الماضي إلى 61.7. وقد أُجري هذا الاستطلاع في الفترة من 29 يوليو إلى 25 أغسطس.